الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 340 ] قوله ( ويفعل الأرفق به : من تأخير الأولى إلى وقت الثانية ، أو تقدم الثانية إليها ) . هذا أحد الأقوال مطلقا . اختاره الشيخ تقي الدين ، وقال : هو ظاهر المذهب المنصوص عن أحمد . وجزم به في الوجيز ، وتذكرة ابن عبدوس ، وشرح ابن منجا وقيل : يفعل المريض الأرفق به ، من التقديم والتأخير ، وهو أفضل ، ذكره ابن تميم ، وصاحب الفائق ، والمصنف وغيرهم . زاد المصنف : فإن استويا عنده ، فالأفضل التأخير . وقال ابن رزين : ويفعل الأرفق إلا في جمع المطر . فإن التقديم أفضل . وعنه جمع التأخير أفضل . جزم به في المحرر ، والإفادات ، ومجمع البحرين ، والمنور ، وتجريد العناية . وقدمه في المستوعب ، والنظم ، والحواشي . وقال : ذكره جماعة . قال الشارح : لأنه أحوط . وفيه خروج من الخلاف ، وعملا بالأحاديث كلها . قال الزركشي : المنصوص وعليه الأصحاب أن جمع التأخير أفضل . ذكره في جمع السفر . وقال في روضة الفقه : الأفضل في جمع المطر : التأخير . وقيل : جمع التأخير أفضل في السفر دون الحضر . جزم به في الهداية ، والخلاصة . وقدمه ابن تميم في حق المسافر . وقال : نص عليه ، وقال الآمدي : إن كان سائرا فالأفضل التأخير ، وإن كان في المنزل فالأفضل التقديم . وقال في المذهب : الأفضل في حق من يريد الارتحال في وقت الأولى ، ولا يغلب على ظنه النزول في وقت الثانية : أن يقدم الثانية . وفي غير هذه الحالة الأفضل تأخير الأولى إلى دخول وقت الثانية . انتهى . وقيل : جمع التقديم أفضل مطلقا . وقيل : جمع التقديم أفضل في جمع المطر ، نقله الأثرم ، وجمع التأخير أفضل في غيره . وجزم به في الكافي ، والحاويين . وقدمه ابن تميم ، والرعايتين . [ ص: 341 ] وقال الشيخ تقي الدين : في جواز الجمع للمطر في وقت الثانية وجهان ، لأنا لا نثق بدوامه كما تقدم عنه . قلت : ذكر في المبهج وجها بأنه لا يجمع مؤخرا بعذر المطر . نقله ابن تميم . وقال : هو ظاهر كلام الإمام أحمد . وظاهر الفروع : إطلاق هذه الأقوال . فعلى القول بأنه يفعل الأرفق به عنده : فلو استويا ، فقال في الكافي ،وابن منجا في شرحه : الأفضل التأخير في المرض ، وفي المطر التقديم ، وتقدم كلام المصنف في المرض .

التالي السابق


الخدمات العلمية