الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( فإن لم يقل ورحمة الله لم يجزه ) يعني أن قوله ورحمة الله في سلامه ركن ، وهو المذهب صححه في المذهب قال الناظم وهو الأقوى واختاره أبو الخطاب ، وابن عقيل ، وابن البنا في عقوده قال ابن منجا في شرحه : هذا المذهب وجزم به في الوجيز وقدمه في الهداية ، ومسبوك الذهب ، والمستوعب ، والخلاصة ، والهادي ، والرعايتين والحاويين ، وهو ظاهر كلام الأكثر لذكرهم ، وهو من مفردات المذهب ، وقال القاضي : يجزيه ، يعني أن قولها سنة ، وهو رواية عن أحمد اختارها المجد في شرحه ، وقدمه في الفائق ، وأطلقهما في الفروع ، والمغني ، والكافي ، والتلخيص ، والبلغة والمحرر ، والشرح ، وابن تميم ، والزركشي ، وغيرهم ، وقيل : هي من الواجبات اختاره الآمدي وجزم به في المنور ، وأما قول ورحمة الله في الجنازة ، فنص أحمد : أنه لا يجب ، وهو المذهب وعليه جماهير الأصحاب وقطع به كثير منهم ، وفيه وجه : لا يجزئ بدون ذكر [ ص: 85 ] الرحمة وقال المجد في شرحه : إذا لم نوجبه في الصلاة المكتوبة فهنا أولى ، وإن أوجبناه هناك احتمل في الجنازة وجهين .

التالي السابق


الخدمات العلمية