الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
قوله ( ويرفع يديه مع ابتداء التكبير ) هذا المذهب ، وعليه جماهير الأصحاب ، وعنه يرفعها قبل ابتداء التكبير ويخفضهما بعده ، وقيل : يتخير بينهما قال في الفروع : وهو أظهر قوله ( ممدودة الأصابع ، مضموما بعضها إلى بعض ) هذا المذهب ، وعليه الأصحاب ، وعنه مفرقة .

فائدة : يستحب أن يستقبل ببطون أصابع يديه القبلة حال التكبير ، على [ ص: 45 ] الصحيح من المذهب وعليه الأصحاب ، وقيل : قائمة حال الرفع والحط ، وذكره في الفروع قال الناظم : وللبيت لا للأذن واجه بأجود قوله ( إلى حذو منكبيه وإلى فروع أذنيه ) هذا إحدى الروايات ، يعني أنه يخير . واختاره الخرقي وجزم به في العمدة ، والكافي ، والجامع الصغير ، والشرح ، وتجريد العناية ، والبلغة ، والنظم ، والإفادات ، وابن رزين وقال : لا خلاف فيه وغيرهم قال في الفروع : وهو أشهر وقدمه في التلخيص ، وعنه : يرفعهما إلى حذو منكبيه فقط ، وهو المذهب قال الزركشي : هو المشهور وجزم به في الوجيز ، والتسهيل ، والمذهب الأحمد ، والمنور ، والمنتخب ، ونظم النهاية ، وغيرهم وقدمه في الهداية ، والمستوعب ، والخلاصة ، والمحرر ، وإدراك الغاية ، وابن تميم ، والفروع ، والرعايتين ، والحاويين ، ومسبوك الذهب ، واختاره ابن عبدوس في تذكرته ، وعنه إلى فروع أذنيه ، اختارها الخلال ، وأطلقهن في المذهب ، وعنه إلى صدره ، ونقل أبو الحارث : يجاوز بهما أذنيه ، وقال أبو حفص : يجعل يديه حذو منكبيه ، وإبهاميه عند شحمة أذنيه ، وقاله القاضي في التعليق وقال : أومأ إليه أحمد ، وقال في الحاويين : والأولى أن يحاذي بمنكبيه كوعيه ، وبإبهاميه شحمتي أذنيه ، وبأطراف أصابعه فروع أذنيه . فائدتان إحداهما : قال في الفروع ، ولعل مرادهم : أن تكونا في حال الرفع مكشوفتان فإنه أفضل هنا وفي الدعاء . [ ص: 46 ] الثانية : قال ابن شهاب : رفع اليدين إشارة إلى رفع الحجاب بينه وبين ربه كما أن السبابة إشارة إلى الوحدانية .

التالي السابق


الخدمات العلمية