الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4313 111 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا غندر، وعبد الرحمن قالا: حدثنا شعبة، عن عدي، عن عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه فما لكم في المنافقين فئتين رجع ناس من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - من أحد، وكان الناس فيهم فرقتين، فريق يقول اقتلهم، وفريق يقول: لا. فنزلت فما لكم في المنافقين فئتين وقال إنها طيبة تنفي الخبث كما تنفي النار خبث الفضة

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وغندر -بضم الغين المعجمة، وسكون النون لقب محمد بن جعفر- وعبد الرحمن هو ابن مهدي، وعدي -بفتح العين المهملة وكسر الدال - ابن ثابت التابعي، وعبد الله بن يزيد الخطمي -بفتح الخاء المعجمة وسكون الطاء المهملة- صحابي صغير.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في باب المدينة تنفي الخبث في أواخر الحج عن سليمان بن حرب، وفي المغازي عن أبي الوليد، ومضى الكلام فيه هناك.

                                                                                                                                                                                  قوله: "رجع ناس" هم عبد الله بن أبي ابن سلول ومن تبعه، وذكر ابن إسحاق في وقعة أحد أن عبد الله بن أبي ابن سلول رجع يومئذ بثلث الجيش، رجع بثلاثمائة، وبقي النبي - صلى الله عليه وسلم - في سبعمائة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "طيبة" بفتح الطاء المهملة وسكون الياء آخر الحروف، وهو اسم من أسماء مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الخبث" بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة، وخبث الفضة والحديد ما نقاه الكير، وفي رواية الحموي: "خبث الحديد" وقال العوفي عن ابن عباس: نزلت هذه الآية في قوم كانوا بمكة قد تكلموا بالإسلام، وكانوا يظاهرون المشركين، فخرجوا من مكة يطلبون حاجة لهم، فقالوا: إن لقينا أصحاب محمد فليس علينا منهم بأس، وإن المؤمنين لما أخبروا أنهم قد خرجوا من مكة قالت فئة من المؤمنين: اركبوا إلى الخبثاء فاقتلوهم فإنهم يظاهرون عليكم عدوكم، وقالت فئة أخرى من المؤمنين: سبحان الله -أو كما قالوا- أتقتلون قوما قد تكلموا بمثل ما تكلمتم به من أجل أنهم لم يهاجروا ويتركوا ديارهم، أتستحل دماؤهم وأموالهم، فكانوا كذلك فئتين، والرسول عندهم لا ينهى واحدا من الفريقين عن شيء، فنزلت فما لكم في المنافقين فئتين رواه ابن أبي حاتم.

                                                                                                                                                                                  وقال زيد بن أسلم عن ابن سعد بن معاذ إنها نزلت في تقاول الأوس والخزرج في شأن عبد الله بن أبي حين استعذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر في قضية الإفك وهذا غريب، وقيل غير ذلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية