الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  [ ص: 232 ] إنه لا يحب المعتدين في الدعاء

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى قوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين هكذا في رواية الأكثرين (إنه لا يحب المعتدين في الدعاء) وفي رواية أبي ذر، عن الكشميهني والحموي "في الدعاء وفي غيره". وقال الطبري: حدثنا القاسم، حدثنا الحسين، حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن عطاء الخراساني، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما "إنه لا يحب المعتدين في الدعاء ولا في غيره".

                                                                                                                                                                                  والاعتداء في الدعاء بزيادة السؤال فوق الحاجة، وبطلب ما يستحيل حصوله شرعا، وبطلب معصية وبالاعتناء بالأدعية التي لم تؤثر، خصوصا إذا كان بالسجع المتكلف وبرفع الصوت والنداء والصياح; لقوله تعالى ادعوا ربكم تضرعا وخفية وأمرنا بأن ندعو بالتضرع والاستكانة والخفية، ألا ترى أن الله تعالى ذكر عبدا صالحا ورضي فعله فقال إذ نادى ربه نداء خفيا وفي التلويح إنه لا يحب المعتدين إلى قوله: "قال غيره" يشبه -والله أعلم- أنه من قول ابن عباس، وقد ذكره من غير عطف لذلك.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية