الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  ذكر هنا لفظتين الأولى قوله: "آسى" وهو في سورة الأعراف أشار به إلى قوله تعالى فكيف آسى على قوم كافرين وفسره بقوله: أحزن، وهو حكاية عن قول شعيب عليه السلام حيث قال بعد هلاك قومه فكيف آسى " أي: فكيف أحزن على القوم الذين هلكوا على الكفر، واللفظة الثانية قوله: تأس " وهو في سورة المائدة، وقد ذكرت هناك، وإنما ذكر هاهنا أيضا استطرادا.

                                                                                                                                                                                  [ ص: 233 ] وقال غيره: ما منعك أن لا تسجد، يقال: ما منعك أن تسجد

                                                                                                                                                                                  أي: قال غير ابن عباس في تفسير قوله تعالى ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك ثم أشار بقوله: "يقال: ما منعك أن تسجد" ونبه بهذا على أن كلمة "لا" صلة، قال الزمخشري: لا في "أن لا تسجد" صلة بدليل قوله ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي ثم قال: فائدة زيادتها توكيد معنى الفعل الذي يدخل عليه وتحقيقه، كأنه قيل: ما منعك أن تحقق السجود وتلزمه نفسك إذ أمرتك.

                                                                                                                                                                                  وذكر ابن جرير عن بعض الكوفيين أن المنع هاهنا بمعنى القول، والتقدير من قال لك: لا تسجد.

                                                                                                                                                                                  قلت: يجوز أن تكون كلمة "أن" مصدرية، وكلمة "لا" على أصلها، ويكون فيه حذف، والتقدير: ما منعك وحملك على أن لا تسجد أي: على عدم السجود .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية