الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  والمتكأ: ما اتكأت عليه لشراب أو لحديث أو لطعام، وأبطل الذي قال: الأترج، وليس في كلام العرب الأترج، فلما احتج عليهم بأنه المتكأ من نمارق فروا إلى شر منه فقالوا: إنما هو المتك ساكنة التاء، وإنما المتك طرف البظر، ومن ذلك قيل لها متكاء وابن المتكاء، فإن كان ثم أترج فإنه بعد المتكأ.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  لما ذكر فيما مضى عن قريب عن مجاهد أن المتكأ الأترج أنكر ذلك فقال: المتكأ ما اتكأت عليه لأجل شرب شراب أو لأجل حديث أو لأجل طعام.

                                                                                                                                                                                  قوله: وأبطل قول الذي قال: المتكأ الأترج، ثم ادعى أنه ليس في كلام العرب الأترج يعني ليس في كلام العرب تفسير المتكأ بالأترج، وفيه نظر، حتى قال صاحب التوضيح: هذه الدعوى من الأعاجيب، فقد قال في المحكم: المتكأ الأترج، وعن الأخفش كذلك، وفي الجامع: المتكأ الأترج، وأنشدوا:

                                                                                                                                                                                  [ ص: 301 ]

                                                                                                                                                                                  فنشرب الإثم بالصواع جهارا ونرى المتك بيننا مستعارا



                                                                                                                                                                                  وأبو حنيفة الدينوري زعم أن المتكأ بالضم الأترج، والذي بفتح الميم السوسن، وبنحوه ذكره أبو علي القالي، وابن فارس في المجمل، وغيرهما.

                                                                                                                                                                                  قوله: (فلما احتج عليهم) بصيغة المجهول بأن المتكأ من نمارق إلى آخره، ظاهر.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وإنما المتك) يعني بالضم طرف البظر بفتح الباء الموحدة، وسكون الظاء المعجمة، وفي آخره راء، وهو ما تبقيه الخاتنة بعد الختان من المرأة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ومن ذلك" أي ومن هذا اللفظ "قيل لها" أي للمرأة "متكاء" بفتح الميم، وسكون التاء، وبالمد، وهي التي لم تختن، ويقال لها البظراء أيضا، ويعير الرجل بذلك فيقال له: ابن المتكاء.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فإن كان ثم أترج" بفتح التاء المثلثة، وتشديد الميم، أي فإن كان هناك أترج فإنه كان بعد المتكأ، وقال بعضهم: إنما قال البخاري ما قاله من ذلك تبعا لأبي عبيدة فإنه قال: زعم قوم أنه الأترج، وهذا أبطل باطل في الأرض، ولكن عسى أن يكون مع المتكأ أترج يأكلونه.

                                                                                                                                                                                  قلت: كأنه لم يفحص عن ذلك كما ينبغي، وقلد أبا عبيدة، والآفة من التقليد، وكيف يصح ما قاله من ذلك، وقد روى عبد بن حميد من طريق عوف الأعرابي عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه كان يقرؤها "متكاء" مخففة، ويقول: هو الأترج، وأيضا قد روي مثله عمن ذكرناهم الآن.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية