الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4347 [ ص: 216 ] والوصيلة الناقة البكر تبكر في أول نتاج الإبل، ثم تثني بعد بأثنى، وكانوا يسيبونهم لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بالأخرى ليس بينهما ذكر.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  هذا أيضا من تفسير سعيد بن المسيب الموقوف وليس بمتصل بالمرفوع.

                                                                                                                                                                                  قوله: "الوصيلة" من الوصل بالغير في اللغة، والتي في الآية هي التي فسرها ابن المسيب بقوله: "الناقة البكر تبكر" أي: تبتدئ، وكل من بكر إلى الشيء فقد بادر إليه.

                                                                                                                                                                                  قوله: "بأنثى" يتعلق بقوله: تبكر.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ثم تثني" من التثنية أي: تأتي في المرة الثانية بعد الأنثى الأولى بأنثى أخرى، والضمير في يسيبونها يرجع إلى الوصيلة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "إن وصلت" أي: من أجل إن وصلت إحداهما أي: إحدى الأنثيين بالأنثى الأخرى، والحال أن ليس بينهما ذكر.

                                                                                                                                                                                  وقال الكرماني: أن وصلت بفتح الهمزة وكسرها.

                                                                                                                                                                                  قلت: الأظهر أن يكون بالفتح على ما لا يخفى.

                                                                                                                                                                                  وقال ابن الأثير: الوصيلة الشاة إذا ولدت ستة أبطن أنثيين أنثيين، وولدت في السابعة ذكرا وأنثى، قالوا: وصلت أخاها فأحلوا لبنها للرجال وحرموه على النساء، وقيل: إن كان السابع ذكرا ذبح وأكل منه الرجال والنساء، وإن كان أنثى تركت في الغنم، وإن كان ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها ولم تذبح، وكان لبنها حراما على النساء.

                                                                                                                                                                                  وقال ابن إسحاق: الوصيلة الشاة تنتج عشر إناث متتابعات في خمسة أبطن فيدعونها الوصيلة، وما ولدت بعد ذلك فللذكور دون الإناث.

                                                                                                                                                                                  وتفسير ابن المسيب رواه عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري عنه، وكذا روي عن مالك رضي الله تعالى عنه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية