الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي: هذا باب في قوله عز وجل وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو أي: وفي علم الله مفاتح ما لا يعلم من الأمور، والمفاتح جمع [ ص: 224 ] مفتح بكسر الميم; لأنه اسم للآلة التي يفتح بها، واسم الآلة مفعل ومفعال ومفعلة كلها بكسر الميم. وقرئ (مفاتيح الغيب) جمع مفتاح، وقيل: المفاتح هنا جمع مفتح بفتح الميم أي: مكان الفتح، وقيل: هو مصدر ميمي على معنى "وعنده فتح الغيب" وقال الزمخشري: جعل للغيب مفاتح على طريق الاستعارة; لأن المفاتح يتوصل بها إلى ما في المخازن المتوثق منها بالإغلاق والإقفال، ومن علم مفاتحها وكيف تفتح توصل إليها فأراد أنه هو المتوصل إلى علم المغيبات وحده لا يتوصل إليها غيره كمن عنده مفاتح أقفال المخازن يعلم فتحها، فهو المتوصل إلى ما في المخازن.

                                                                                                                                                                                  وذكر ابن أبي حاتم عن السدي وعنده مفاتح الغيب قال: خزائن الغيب. وقال مقاتل: عنده خزائن غيب العذاب متى ينزله بكم، وقال الجوزي: مفاتح الغيب هو ما غاب عن بني آدم من الرزق والمطر والثواب، وقيل: مفاتح الغيب السعادة والشقاوة، وقيل: الغيب عواقب الأعمار وخواتيم الأعمال، وقال الثعلبي: مفاتح الغيب خزائن الأرض، وقيل: هو ما لم يكن بعد أنه يكون لم لا يكون وما يكون وكيف يكون.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية