الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4325 123 - حدثنا محمد بن مقاتل، أخبرنا عبد الله، أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا قالت: الرجل تكون عنده المرأة ليس بمستكثر منها يريد أن يفارقها، فتقول أجعلك من شأني في حل، فنزلت هذه الآية في ذلك

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وعبد الله هو ابن المبارك، وعروة هو ابن الزبير بن العوام.

                                                                                                                                                                                  والحديث مضى في الصلح عن محمد، ولم ينسبه عن ابن المبارك به، وفيه أيضا عن قتيبة عن سفيان به.

                                                                                                                                                                                  قوله: "ليس بمستكثر منها" أي من المرأة في المحبة والمعاشرة والملازمة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "يريد" أي الرجل.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فتقول" أي المرأة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "من شأني" أي مما يتعلق بأمري من النفقة والكسوة والصداق تجعله في حل ليفارقها.

                                                                                                                                                                                  قوله: "فنزلت الآية" أي الآية المذكورة، وزاد أبو ذر عن غير المستملي وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا الآية، وعن علي رضي الله تعالى عنه: نزلت في المرأة تكون عند الرجل تكره مفارقته فيصطلحان على أن يجيئها كل ثلاثة أيام أو أربعة، ورواه ابن أبي حاتم بإسناده إلى علي رضي الله تعالى عنه بأطول منه، وروى الحاكم من طريق ابن المسيب عن رافع بن خديج أنه كانت تحته امرأة، فتزوج عليها شابة، فآثر البكر عليها، فنازعته وطلقها، ثم قال لها: إن شئت راجعتك وصبرت، فقالت: راجعني فراجعها ثم لم تصبر فطلقها، قال: فذلك الصلح الذي بلغنا أن الله تعالى أنزل فيه هذه الآية.

                                                                                                                                                                                  وروى الترمذي من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: خشيت سودة أن يطلقها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله لا تطلقني وأجعل يومي لعائشة، ففعل ونزلت هذه الآية وقال: حسن غريب.

                                                                                                                                                                                  وقال أبو العباس محمد بن عبد الرحمن الدغولي في أول معجمه: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا الدستوائي، حدثنا القاسم بن أبي بردة قال: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى سودة بنت زمعة بطلاقها، فلما أتاها جلست له على طريق عائشة، فلما رأته قالت له: أنشدك بالذي أنزل عليك كتابه واصطفاك على خلقه لما راجعتني، فإني قد كبرت ولا حاجة لي في الرجال أبعث مع نسائك يوم القيامة، فراجعها، فقالت: إني قد جعلت يومي وليلتي لحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: هذا غريب ومرسل.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية