الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4330 128 - حدثني محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن، حدثنا سفيان، عن قيس، عن طارق بن شهاب قالت اليهود لعمر: إنكم تقرؤون آية لو نزلت فينا لاتخذناها عيدا فقال عمر: إني لأعلم حيث أنزلت وأين أنزلت؟ وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت، يوم عرفة وإنا والله بعرفة. قال سفيان: وأشك كان يوم الجمعة أم لا اليوم أكملت لكم دينكم

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة، وعبد الرحمن هو ابن مهدي، وسفيان هو الثوري، وقيس هو ابن مسلم، وطارق هو ابن شهاب بن عبد شمس البجلي الأحمسي الكوفي رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وغزا في خلافة أبي بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما ثلاثا وثلاثين، أو ثلاثا وأربعين غزوة، ومات سنة ثلاث وثمانين.

                                                                                                                                                                                  والحديث مر في كتاب الإيمان من طريق آخر عن الحسن بن الصباح، عن حفص بن عون، عن أبي العميس، عن قيس بن مسلم، عن طارق إلى آخره.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قالت اليهود" وفي كتاب الإيمان أن رجلا من اليهود، وإنما جمع هنا باعتبار السائل ومن كان معه، وكان هذا الرجل كعب الأحبار، وكان سؤاله قبل إسلامه وأنه أسلم في خلافة عمر على المشهور، أو أطلق عليه ذلك باعتبار ما مضى.

                                                                                                                                                                                  قوله: "حيث أنزلت وأين أنزلت" اعلم أن حيث للمكان اتفاقا، وقال الأخفش: وقد ترد للزمان وهنا للمكان خاصة، وأين للزمان فلا تكرار حينئذ، والغالب كون حيث في محل نصب على الظرفية أو خفض بمن، ويلزمها الإضافة إلى الجملة اسمية كانت أو فعلية وإلى الفعلية أكثر.وفي رواية عبد الرحمن بن مهدي "حيث أنزلت وأي يوم أنزلت" وقال الكرماني: ويروى "حين أنزلت وأين أنزلت" قلت: فحينئذ يلزم التكرار.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وأين رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أنزلت" كذا في رواية الأكثرين. وفي رواية أبي ذر "حيث أنزلت".

                                                                                                                                                                                  قوله: "يوم عرفة" بالرفع أي: يوم النزول يوم عرفة، ويروى بالنصب أي: أنزلت في يوم عرفة.

                                                                                                                                                                                  قوله: "وإنا والله بعرفة" إشارة إلى المكان; إذ عرفة تطلق على عرفات، وكذا هو في رواية الجميع، وعند أحمد "ورسول الله واقف بعرفة" وكذا في رواية مسلم.

                                                                                                                                                                                  قوله: "قال سفيان: وأنا أشك" وقد تقدم في كتاب الإيمان عن قيس بن مسلم الجزم بأن ذلك كان يوم الجمعة، وسيجيء الجزم أيضا في كتاب الاعتصام من رواية مسعر، عن قيس.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية