الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  4367 165 - حدثنا يحيى، حدثنا وكيع، عن هشام، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير خذ العفو وأمر بالعرف قال: ما أنزل الله إلا في أخلاق الناس.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة تؤخذ من قوله: خذ العفو وأمر بالعرف ويحيى شيخ البخاري مختلف فيه، فقال أبو علي بن السكن: هو يحيى بن موسى بن عبد ربه أبو زكريا السختياني البلخي، يقال له: خت. وقال المستملي: هو يحيى بن جعفر بن أعين أبو زكريا البخاري البيكندي رحمه الله، وهشام هو ابن عروة، يروي عن أبيه عروة، وعروة يروي عن أخيه عبد الله بن الزبير، وهذا موقوف.

                                                                                                                                                                                  قوله: خذ العفو " يعني هذه الآية ما أنزلها الله إلا في أخلاق الناس.

                                                                                                                                                                                  وقوله: "قال" معترض بين الجملتين، والضمير المنصوب مقدر في "ما أنزل" كما قدرناه. ورواه محمد بن جرير عن ابن وكيع، عن أبيه بلفظ "ما أنزل الله هذه الآية إلا في أخلاق الناس" والأخلاق جمع خلق بالضم، وهو ملكة تصدر بها الأفعال بلا روية. وقال جعفر الصادق: ليس في القرآن آية أجمع لمكارم الأخلاق منها، ولعل ذلك لأن المعاملة إما مع نفسه أو مع غيره، والغير إما عالم أو جاهل، أو لأن أمهات الأخلاق ثلاث; لأن القوى الإنسانية ثلاث: العقلية والشهوية والغضبية، ولكل قوة فضيلة هي وسطها، للعقلية الحكمة، وبها الأمر بالمعروف، وللشهوية العفة ومنها أخذ العفو، وللغضبية الشجاعة ومنها الإعراض عن الجهال.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية