الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  لأواه شفقا وفرقا

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى قوله تعالى إن إبراهيم لأواه حليم والأواه المتأوه المتضرع، وهو على وزن فعال بالتشديد، وقال سفيان وغير واحد عن عاصم بن بهدلة، عن زر بن حبيش، عن ابن مسعود، أنه قال: الأواه الدعاء. وروى ابن أبي حاتم من حديث ابن المبارك، عن عبد الحميد بن بهرام، قال: الأواه المتضرع الدعاء. وعن مجاهد وأبي ميسرة عمرو بن شرحبيل، والحسن البصري، وقتادة: أنه الرحيم، أي لعباد الله. وعن عكرمة، عن ابن عباس، قال: الأواه الموقن بلسان الحبشة. وكذا قال الضحاك. وقال علي بن أبي طلحة، ومجاهد، عن ابن عباس: الأواه المؤمن التواب. وقال سعيد بن جبير والشعبي: الأواه المسبح. وقال شفي بن ماتع، عن أبي أيوب: الأواه الذي إذا ذكر خطاياه استغفر منها. وروى ابن جرير بإسناده إلى عطاء عن ابن عباس أن النبي صلى الله تعالى عليه وسلم دفن ميتا فقال: "رحمك الله إن كنت لأواها" يعني تلاء للقرآن.

                                                                                                                                                                                  قوله: (شفقا) أي لأجل الشفقة ولأجل الفرق وهو الخوف، وهذا كان في إبراهيم عليه السلام; لأنه كان حليما عمن ظلمه، وخائفا من عظمة الله تعالى، ومن كثرة حلمه وشدته أنه استغفر لأبيه مع شدة أذاه له في قوله أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية