الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  يقال: بلغ أشده قبل أن يأخذ في النقصان، وقالوا: بلغ أشده، وبلغوا أشدهم، وقال بعضهم: واحدها شد.

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أشار به إلى قوله تعالى ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما وفسر قوله: "أشده" بقوله قبل أن يأخذ في النقصان، وأراد به عز منتهى شبابه وقوته وشدته، واختلف فيه، فذكر ابن المنذر عن الشعبي، وربيعة، وزيد بن أسلم، ومالك: أنه الحلم، وعن سعيد بن جبير: ثمانية عشرة سنة، وقيل عشرون، وقيل خمس وعشرون، وقيل ثلاثون، وقيل ثلاث وثلاثون، قاله مجاهد، وقيل أربعون، وقيل سبع عشرة سنة، وقيل خمس وثلاثون سنة، وقيل ثمانية وأربعون سنة، وعن ابن عباس: ما بين ثمان عشرة إلى ثلاثين سنة، وقيل ستون سنة، وقال ابن التين: الأظهر أنه أربعون؛ لقوله تعالى ولما بلغ أشده واستوى آتيناه حكما وعلما وذلك أن النبي لا يتنبى إلا بعد أربعين سنة، قال بعضهم: وتعقب بأن عيسى عليه الصلاة والسلام، ويحيى أيضا، تنبآ لدون الأربعين؛ لقوله تعالى وآتيناه الحكم صبيا

                                                                                                                                                                                  قلت: له أن يقول: هما مخصوصان بذلك من دون سائر الأنبياء عليهم السلام.

                                                                                                                                                                                  قوله: (يقال: بلغ أشده، وبلغوا أشدهم) أشار بهذا إلى أنه يضاف إلى المفرد والجمع بلفظ واحد.

                                                                                                                                                                                  قوله: (وقال بعضهم واحدها) أي واحد الأشد، وهو قول سيبويه، والكسائي، وزعم أبو عبيدة أنه ليس له واحد من لفظه.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية