الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1320 ص: قال أبو جعفر : -رحمه الله-: فذهب قوم إلى هذا، فكانوا لا يكبرون في الصلاة إذا خفضوا، ويكبرون إذا رفعوا، وكذلك كانت بنو أمية تفعل.

                                                التالي السابق


                                                ش: أراد بالقوم هؤلاء: عمر بن عبد العزيز ومحمد بن سيرين والقاسم وسالم بن عبد الله وسعيد بن جبير وقتادة; فإنهم ذهبوا إلى هذا الأثر وكانوا لا يكبرون في الصلاة إذا خفضوا.

                                                وقال ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا أبو داود ، عن شعبة ، عن الحسن بن عمران: "أن عمر بن عبد العزيز كان لا يتم التكبير".

                                                [ ص: 130 ] حدثنا يحيى بن سعيد ، عن عبيد الله بن عمر قال: "صليت خلف القاسم وسالم فكانا لا يتمان التكبير".

                                                حدثنا غندر ، عن شعبة ، عن عمرو بن مرة قال: "صليت مع سعيد بن جبير فكان لا يتم التكبير".

                                                ويحكى هذا عن ابن عمر، وقال ابن بطال: كان ابن عمر ينقص التكبير.

                                                وقال ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا عبدة بن سليمان ، عن مسعر ، عن يزيد الفقير قال: "كان ابن عمر ينقص التكبير في الصلاة، قال مسعر: إذا انحط بعد الركوع للسجود لم يكبر، فإذا أراد أن يسجد الثانية لم يكبر".

                                                ويحكى عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أيضا.

                                                وأخرج عبد الرزاق في "مصنفه" : عن إسماعيل بن عبد الله بن أبي الوليد، قال: أخبرني شعبة بن الحجاج ، عن رجل، عن ابن أبزى ، عن أبيه: "أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أمهم فلم يكبر هذا التكبير".

                                                ويحكى عن ابن عباس أيضا.

                                                وأخرج عبد الرزاق : عن ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن جابر بن زيد قال: "صليت مع ابن عباس بالبصرة فلم يكبر هذا التكبير بالرفع والخفض".

                                                قلت: المشهور عن هؤلاء الصحابة التكبير في الخفض والرفع، وروايات هؤلاء محمولة على أنهم قد تركوه أحيانا; بيانا للجواز، أو الراوي لم يسمع ذلك منهم لخفاء الصوت.

                                                [ ص: 131 ] قوله: "وكذلك كانت بنو أمية تفعل" أي كانوا يتركون التكبير في الخفض، وهم مثل معاوية وزياد وعمر بن عبد العزيز .

                                                قال ابن أبي شيبة : حدثنا جرير ، عن منصور، عن إبراهيم قال: "أول من نقص التكبير زياد".

                                                وقال الطبري: "إن أبا هريرة سئل: من أول من ترك التكبير إذا رفع رأسه وإذا وضعه؟ قال: معاوية".

                                                وقال أبو عبد الله العدني في "مسنده": حدثنا بشر بن السري، ثنا إسرائيل ، عن ثوير ، عن أبيه، عن عبد الله قال: "أول من نقص التكبير الوليد بن عقبة، فقال عبد الله: نقصوها نقصهم الله، فقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكبر كلما ركع، وكلما سجد، وكلما رفع رأسه".




                                                الخدمات العلمية