الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1385 ص: حدثنا أبو أمية ، قال: ثنا يحيى الحماني ، قال: ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، قال: " رأيت البراء إذا سجد خوى ورفع عجيزته، وقال: هكذا كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل". .

                                                التالي السابق


                                                ش: أبو أمية محمد بن مسلم ، ويحيى بن عبد الحميد الحماني وثقه ابن معين، وعنه: صدوق مشهور ما بالكوفة مثله، ما يقال فيه إلا من حسد. ونسبته إلى حمان -بكسر الحاء المهملة وتشديد الميم- قبيلة من تميم.

                                                وشريك هو ابن عبد الله النخعي ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، والبراء هو ابن عازب الصحابي.

                                                وأخرجه أبو داود : ثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا شريك ، عن أبي إسحاق قال: "وصف لنا البراء بن عازب فوضع يديه واعتمد على ركبتيه، ورفع عجيزته وقال: هكذا كان رسول الله - عليه السلام - يسجد".

                                                وأخرجه النسائي : أنا علي بن حجر المروزي، قال: أنا شريك ، عن أبي إسحاق قال: "وصف لنا البراء السجود، فوضع يديه بالأرض ورفع عجيزته، وقال: هكذا رأيت النبي - عليه السلام - يفعل".

                                                [ ص: 221 ] قوله: "خوى" بالخاء المعجمة وتشديد الواو، أي جافى بطنه عن الأرض، ورفعها وجافى عضديه عن جنبيه حتى يخوي ما بين ذلك، قال الجوهري: خوى البعير تخوية إذا جافى بطنه عن الأرض في بروكه وكذلك الرجل في سجوده، والطائر إذا أرسل جناحيه.

                                                وجاء في رواية أخرى رواها النسائي : عن عبدة بن عبد الرحيم المروزي ، عن النضر بن شميل ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي إسحاق ، عن البراء: "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى جخى". انتهى.

                                                قلت: يقال: جخى وجخ أيضا: إذا فتح عضديه في السجود ورفع بطنه عن الأرض، قاله المطرزي .

                                                قوله: "ورفع عجيزته" العجيزة العجز، وهي للمرأة خاصة، فاستعارها للرجل، والعجز مؤخر الشيء.




                                                الخدمات العلمية