الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1257 ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا وهب بن جرير ، قال: ثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، قال: حدثني بعض إخوتي ، عن أبيه ، عن جبير بن مطعم: " أنه أتى النبي - عليه السلام - في بدر، ، قال: فانتهيت إليه وهو يصلي المغرب، فقرأ بالطور، فكأنما صدع قلبي حين سمعت القرآن، وذلك قبل أن يسلم". .

                                                التالي السابق


                                                ش: فيه مجهول، وهو قوله: "بعض إخوتي" قيل: هو إما مسور وإما صالح ابنا إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، والظاهر أنه صالح وذكره ابن حبان في "الثقات".

                                                [ ص: 49 ] وسعد بن إبراهيم روى له الجماعة، وأبوه إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف وثقه النسائي .

                                                وأخرجه أحمد في "مسنده" : ثنا عفان ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا شعبة ، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت بعض إخوتي، عن أبيه، عن جبير بن مطعم: "أنه أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في فداء بدر - قال ابن جعفر: في فداء المشركين - وما أسلم يومئذ فدخلت المسجد ورسول الله - عليه السلام - يصلي المغرب، فقرأ بالطور فكأنما صدع قلبي حين سمعت القرآن، قال ابن جعفر: فكأنما صدع قلبي [حيث] سمعت القرآن".

                                                وأخرجه الطبراني أيضا: ثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف، ثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني أسامة بن زيد، أن ابن شهاب أخبره، عن محمد بن جبير بن مطعم ، عن أبيه: "أنه جاء في فداء أسارى بدر قال: فوافيت رسول الله - عليه السلام - يقرأ في صلاة المغرب والطور وكتاب مسطور في رق منشور قال: فأخذني من قراءته كالكرب، فكان ذلك أول ما سمعت من أمر الإسلام".

                                                قوله: "أتى النبي - عليه السلام - في بدر" أي في فداء أهل بدر كما صرح به في رواية أحمد، وكان جبير يومئذ كافرا، وأسلم بعد ذلك، فهذا من بدائع الحديث وعجائبه حين سمع جبير هذا الحديث وهو كافر، وحدث عنه وهو مسلم.

                                                قوله: "فكأنما صدع قلبي" أي شقه وقطعه، وأراد به أنه أثر في قلبه، وداخله نور الإسلام ببركة ذلك.

                                                قوله: "حين سمعت القرآن" وفي بعض الروايات "حيث سمعت" كما وقع كذلك في إحدى روايات أحمد .




                                                الخدمات العلمية