الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1628 1629 1630 1631 ص: فإن قال قائل: فقد كان عمر بن عبد العزيز والحسن وابن سيرين يسلمون في صلاتهم تسليمة واحدة، وذكر في ذلك ما حدثنا أبو بشر الرقي، قال: ثنا معاذ بن معاذ ، عن ابن عون ، عن محمد .

                                                وعن أشعث، عن الحسن: "أنهما كانا يسلمان في الصلاة تسليمة واحدة حيال وجوههما".

                                                حدثنا ابن مرزوق ، قال: ثنا سعيد بن عامر ، عن ابن عون ، عن الحسن ، ومحمد: "تسليمة واحدة".

                                                حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا سعيد ، عن سعيد ، عن عمر بن عبد العزيز، مثله.

                                                قيل له: صدقت، قد روي هذا عن هؤلاء، وقد روي عمن قبلهم ممن ذكرنا ما يخالف ذلك، مع ما قد تواتر عن رسول الله - عليه السلام - مما قدمت ذكره في هذا الباب.

                                                التالي السابق


                                                ش: وجه هذا الإيراد: أنه قد روي عن عمر بن عبد العزيز والحسن البصري ومحمد بن سيرين أنهم كانوا يسلمون في صلواتهم تسليمة واحدة، وهذا أيضا يدل على أن التسليم مرة واحدة.

                                                وأخرج ذلك عن أبي بشر عبد الملك بن مروان الرقي ، عن معاذ بن معاذ بن نصر البصري قاضيها، عن عبد الله بن عون البصري ، عن محمد بن سيرين .

                                                [ ص: 525 ] وعن أشعث بن عبد الملك الحبراني البصري ، عن الحسن البصري .

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا يزيد بن هارون ، عن ابن عون، عن الحسن وابن سيرين: "أنهما كانا يسلمان تسليمة عن أيمانهما".

                                                وأخرجه عبد الرزاق : عن هشام بن حسان: "أن الحسن وابن سيرين كانا يسلمان في الصلاة واحدة".

                                                وأخرجه أيضا عن إبراهيم بن مرزوق من وجهين:

                                                أحدهما: عنه عن سعيد بن عامر ، عن عبد الله بن عون ، عن الحسن البصري ومحمد بن سيرين .

                                                وأخرجه عبد الرزاق نحوه.

                                                والآخر: عن ابن مرزوق ، عن سعيد بن عامر الضبعي ، عن سعيد بن أبي عروبة أبي النضر البصري ، عن عمر بن عبد العزيز .

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : عن سهل بن يوسف ، عن حميد قال: "صليت خلف عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - فسلم واحدة".

                                                وتقرير الجواب أن يقال: سلمنا ما ذكرتم من رواية هذا عن هؤلاء، ولكن قد روي عمن قبلهم من الصحابة ما يخالف ذلك، والأخذ به أولى من وجهين:

                                                أحدهما: أن من قبلهم أكبر وأولى بالاتباع من هؤلاء، وهذا ما لا نزاع فيه.

                                                الآخر: أن ما روي عنهم قد تأكد بما قد روي عن النبي - عليه السلام - بروايات كثيرة مما ذكر في هذا الباب من أنه - عليه السلام - كان يسلم في آخر صلاته تسليمتين. فافهم.




                                                الخدمات العلمية