الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1381 1382 ص: حدثنا أبو أمية ، قال: ثنا كثير بن هشام ، وأبو نعيم، قالا: ثنا جعفر بن برقان ، قال: حدثني يزيد بن الأصم ، عن ميمونة زوج النبي - عليه السلام - قالت: " كان النبي - عليه السلام - إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه وضح إبطيه". .

                                                حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا محمد بن الصباح، قال: ثنا إسماعيل بن زكرياء ، عن جعفر بن برقان وعبد الله بن عبد الله بن الأصم ، عن يزيد بن الأصم، عن ميمونة بنحوه.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذان طريقان صحيحان:

                                                الأول: عن أبي أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي ، عن كثير بن هشام الكلابي أبي سهل الرقي نزيل بغداد شيخ أحمد وروى له الجماعة البخاري في غير "الصحيح"، وعن أبي نعيم الفضل بن دكين الملائي الكوفي شيخ البخاري، كلاهما عن جعفر بن برقان الكلابي أبي عبد الله الجزري الرقي روى له الجماعة البخاري في "الأدب"، عن يزيد بن الأصم -واسم الأصم عمرو- الكوفي نزيل الرقة قال ابن أبي حاتم: ابن أخت ميمونة - رضي الله عنها - روى له الجماعة البخاري في "الأدب"، عن ميمونة بنت الحارث - رضي الله عنها -.

                                                وأخرجه مسلم : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم -واللفظ لعمرو، قال إسحاق: أنا، وقال الآخرون: ثنا وكيع، قال: أنا جعفر بن برقان ، عن يزيد بن الأصم ، عن ميمونة بنت الحارث [ ص: 217 ] قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا سجد جافى حتى يرى من خلفه وضح إبطيه". قال وكيع: يعني بياضهما.

                                                قوله: "حتى يرى" على صيغة المعلوم، وفاعله قوله: "من خلفه" و"وضح إبطيه" بالنصب مفعوله، ويجوز أن يكون "يرى" على صيغة المجهول ويكون "وضح إبطيه" مرفوعا بالاستناد إليه، ويكون "من" من قوله: "من خلفه" حرف جر. فافهم.

                                                والوضح: البياض من كل شيء وقد فسره وكيع في رواية مسلم، وقال ابن الأثير: أي البياض الذي تحتهما وذلك للمبالغة في رفعهما وتجافيهما عن الجنبين.

                                                الثاني: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن محمد بن الصباح الدولابي أبي جعفر البغدادي البزاز صاحب السنن، شيخ الشيخين وأبي داود وأحمد وأبي يعلى .

                                                عن إسماعيل بن زكرياء الخلقاني أبي زياد الكوفي ، عن جعفر بن برقان الرقي، وعن عبد الله بن عبد الله بن الأصم أبي سليمان البكائي، كلاهما عن يزيد بن الأصم ، عن ميمونة - رضي الله عنها -.

                                                وأخرجه أبو داود : ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا سفيان ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن عمه يزيد بن الأصم ، عن ميمونة: "أن النبي - عليه السلام - كان إذا سجد جافى بين يديه حتى لو أن بهمة أرادت أن تمر تحت يديه مرت".

                                                وأخرجه مسلم أيضا: ثنا يحيى بن يحيى وابن أبي عمر، قالا جميعا: عن سفيان، قال يحيى: أنا سفيان بن عيينة ، عن عبيد الله بن عبد الله بن الأصم ، عن عمه يزيد بن الأصم ، عن ميمونة قالت: "كان النبي - عليه السلام - إذا سجد لو شاءت بهمة أن تمر بين يديه لمرت".

                                                [ ص: 218 ] واعلم أنه قد وقع في إسناد أبي داود ومسلم جميعا: عبيد الله بن عبد الله بن الأصم -بتصغير الابن وتكبير الأب- ووقع في رواية الطحاوي كلاهما بالتكبير، وقال النووي: هكذا وقع في بعض الأصول عبيد الله بن عبد الله بن الأصم -بتصغير الأول- في روايتي مسلم، وفي بعض الروايات عبد الله مكبر في الموضعين، وفي أكثرها بالتكبير في الرواية الأولى والتصغير في الثانية، وكله صحيح; فعبد الله وعبيد الله أخوان، وهما ابنا عبد الله بن الأصم، وكلاهما روى عن عمه يزيد بن الأصم .

                                                ووقع في سنن النسائي اختلاف في الرواة عن النسائي، بعضهم رواه بالتكبير وبعضهم بالتصغير.

                                                ورواه البيهقي في "سننه" من رواية ابن عيينة بالتصغير، ومن رواية الفزاري بالتكبير.

                                                وكذا رواه أبو داود ، وابن ماجه في سننيهما" من رواية ابن عيينة بالتكبير، ولم يذكرا رواية الفزاري .

                                                قلت: النسخ المضبوطة لأبي داود: عبيد الله بن عبد الله بالتصغير من رواية سفيان بن عيينة، ولكن الذي ذكره محيي الدين النووي أنه بالتكبير من رواية سفيان، وأما الذي بالتصغير فهو من رواية مروان الفزاري وأبو داود لم يخرج من روايته.

                                                قوله: "بهمة" واحد البهم، وهي أولاد الغنم من الذكور والإناث، وجمع البهم: بهام بكسر الباء، وقال الجوهري: البهمة من أولاد الضأن خاصة، ويطلق على الذكر والأنثى قال: والسخال أولاد المعزى.

                                                [ ص: 219 ] والحديث أخرجه الحاكم في "مستدركه"، والطبراني في "معجمه" : وقالا فيه: "بهيمة" بتصغير بهمة.




                                                الخدمات العلمية