الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1258 1259 [ ص: 50 ] ص: حدثنا يونس، قال: أنا ابن وهب، أن مالكا حدثه، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أنه قال: " إن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يقرأ بالمرسلات عرفا، فقالت: يا بني، لقد ذكرتني قراءتك هذه السورة أنها لآخر ما سمعت النبي - عليه السلام - يقرأ بها في صلاة المغرب". .

                                                حدثنا إبراهيم بن مرزوق، قال: ثنا عثمان بن عمر ، عن يونس ، عن الزهري ... فذكر مثله بإسناده.

                                                التالي السابق


                                                ش: هذان طريقان صحيحان وقد تكرر رجالهما والكل رجال الصحيح ما خلا ابن مرزوق .

                                                الأول: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن مالك ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ... إلى آخره.

                                                وأخرجه الجماعة:

                                                فالبخاري : عن عبد الله بن يوسف ، عن مالك .

                                                ومسلم : عن يحيى بن يحيى ، عن مالك .

                                                وأبو داود : عن القعنبي ، عن مالك .

                                                والترمذي : عن هناد ، عن عبدة بن سليمان ، عن محمد بن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، عن أمه أم الفضل قالت: "خرج إلينا رسول الله - عليه السلام - وهو عاصب رأسه في مرضه، فصلى المغرب فقرأ بالمرسلات، فما صلاها بعد حتى لقي الله -عز وجل-".

                                                وقال: حديث أم الفضل حديث حسن صحيح.

                                                [ ص: 51 ] والنسائي : عن قتيبة ، عن سفيان ، عن الزهري ، عن عبيد الله ، عن ابن عباس ، عن أمه: "أنها سمعت النبي - عليه السلام - يقرأ في المغرب بالمرسلات".

                                                وابن ماجه : عن أبي بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار، كلاهما عن سفيان بن عيينة ، عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، عن أمه -قال أبو بكر بن أبي شيبة: هي لبابة-: "أنها سمعت رسول الله - عليه السلام - يقرأ في المغرب بالمرسلات عرفا" انتهى. ولبابة -بضم اللام، وتخفيف الباء الموحدة، وبعد الألف باء أخرى- هو اسم أم الفضل بنت الحارث بن حزن الهلالية، زوج العباس بن عبد المطلب، وهي أخت ميمونة بنت الحارث زوج النبي - عليه السلام -.

                                                قوله: "يا بني" تصغير [ابن، وهذا تصغير] الترحم والشفقة.

                                                قوله "قراءتك" مرفوع لأنه فاعل لقوله: "ذكرتني" وهي من التذكير.

                                                قوله: "هذه السورة" مفعول المصدر، أعني "قراءتك" والمصدر مضاف إلى فاعله.

                                                قوله: "إنها" أي إن والمرسلات عرفا وهي مكية إلا قوله -عز وجل-: وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون وهي خمسون آية، ومائة وإحدى وثمانون كلمة، وثمانمائة وستة عشر حرفا.

                                                الثاني: عن ابن مرزوق ، عن عثمان بن عمر بن فارس العبدي البصري شيخ أحمد ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن محمد بن مسلم الزهري ... إلى آخره.

                                                وأخرجه الدارمي في "مسنده" : أنا عثمان بن عمر ، عن يونس ، عن الزهري، [ ص: 52 ] عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عباس ، عن أم الفضل: "أنها سمعت النبي - عليه السلام - يقرأ في المغرب بالمرسلات".




                                                الخدمات العلمية