الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1387 ص: حدثنا يونس، قال: أخبرني عبد الله بن نافع ، عن داود بن قيس ، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الكعبي ، عن أبيه قال: " رأيت رسول الله - عليه السلام - وهو يصلي، فنظرت إلى عفرة إبطيه -يعني بياض إبطيه- وهو ساجد". .

                                                التالي السابق


                                                ش: إسناده حسن، ويونس هو ابن عبد الأعلى ، وعبد الله بن نافع الصائغ القرشي أبو محمد الكوفي روى له الجماعة البخاري في "الأدب" وداود بن قيس الفراء الدباغ أبو سليمان المدني روى له الجماعة البخاري مستشهدا، وعبيد الله بن عبد الله بن أقرم بن زيد الخزاعي وثقه النسائي وروى له والترمذي وابن ماجه، وأبوه عبد الله بن أقرم الخزاعي الصحابي يكنى أبا معبد روى عن النبي - عليه السلام - هذا الحديث فقط روى عنه ابنه عبيد الله المذكور.

                                                وأخرجه الترمذي : ثنا أبو كريب، قال: ثنا أبو خالد الأحمر ، عن داود بن قيس ، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي ، عن أبيه قال: "كنت مع أبي بالقاع [ ص: 223 ] من نمرة فمرت ركبة فإذا رسول الله - عليه السلام - قام يصلي، قال: فكنت أنظر إلى عفرتي إبطيه إذا سجد وأرى بياضه". وقال أبو عيسى: حديث عبد الله بن أقرم حديث حسن لا نعرفه إلا من حديث داود بن قيس، ولا يعرف لعبد الله بن أقرم عن النبي - عليه السلام - غير هذا الحديث.

                                                وأخرجه النسائي : أنا علي بن حجر، قال: أبنا إسماعيل، قال: ثنا داود بن قيس ، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم ، عن أبيه قال: "صليت مع رسول الله - عليه السلام - فكنت أرى عفرة إبطيه إذا سجد".

                                                وأخرجه ابن ماجه : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، نا وكيع ، عن داود بن قيس ، عن عبيد الله بن عبد الله بن أقرم الخزاعي ، عن أبيه قال: "كنت مع أبي بالقاع من نمرة، فمر بنا ركب فأناخوا في ناحية الطريق فقال لي أبي: كن في بهمك حتى آتي هؤلاء القوم وأسائلهم، قال: فخرج وجئت يعني دنوت، فإذا رسول الله - عليه السلام -، فحضرت الصلاة فصليت معهم، فكنت أنظر إلى عفرتي إبطي رسول الله - عليه السلام - كلما سجد".

                                                قوله: "إلى عفرة إبطيه" العفرة بياض ليس بالناصع ولكن كلون عفر الأرض وهو وجهها، ومنه "يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء" .

                                                قوله: "بالقاع" وهو مكان مستو واسع في وطأة من الأرض، يطؤه ماء السماء فيمسكه ويستوي نباته.

                                                قوله: "من نمرة" بفتح النون وكسر الميم، وهو الجبل الذي عليه أنصاب الحرم بعرفات.

                                                [ ص: 224 ] قوله: "فمرت ركبة" بفتح الكاف وهم أقل من الركب، والركب اسم من أسماء الجمع كنفر ورهط، وقيل: هو جمع راكب كصاحب وصحب، والراكب في الأصل هو راكب الإبل خاصة، ثم اتسع فيه فأطلق على كل من ركب دابة، وجمع الركبة -بالتحريك-: الركبات.

                                                قوله: "في بهمك" البهم بفتح الباء الموحدة جمع بهمة وهي ولد الضأن الذكر والأنثى، وجمع البهم بهام -بالكسر- وأولاد المعزى السخال فإذا اجتمعا أطلق عليها البهم والبهام.




                                                الخدمات العلمية