الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                صفحة جزء
                                                1859 ص: وقد روي عن حذيفة - رضي الله عنه - من قوله ما يدل على ما تأولنا في حديثه وحديث زيد وجابر وابن عباس - رضي الله عنهم - أنهم قضوا ركعة ركعة.

                                                حدثنا أبو بكرة ، قال: ثنا أبو الوليد ، قال: ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن سليم بن عبد ، عن حذيفة ، قال: " صلاة الخوف ركعتان وأربع سجدات". .

                                                قال أبو جعفر : -رحمه الله-: فدل ذلك على أنهم قد كانوا فعلوا ذلك مع رسول الله - عليه السلام - في الأحاديث الأول.

                                                التالي السابق


                                                ش: أشار بهذا إلى تأييد ما ذكره من التأويل في أحاديث هؤلاء الصحابة - رضي الله عنهم - وهو أن الذي يوجبه النظر والقياس: أن يكون المأمومون قد قضوا ركعة ركعة; لأن من جملة من روى من هؤلاء الصحابة حذيفة بن اليمان، وقد روي عنه من رأيه ما يدل على تأويل حديثه بالتأويل الذي ذكرناه.

                                                أخرجه بإسناده صحيح: عن أبي بكرة بكار ، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري ، عن شريك بن عبد الله النخعي ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي ، عن سليم -بضم السين- بن عبد السلولي الكوفي وثقه ابن حبان ، عن حذيفة .

                                                وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : ثنا شريك ، عن أبي إسحاق ، عن سليم بن عبد، عن حذيفة قال: "صلاة الخوف ركعتان وأربع سجدات، فإن أعملك العدو حل لك القتال والكلام بين الركعتين" انتهى.

                                                [ ص: 216 ] فكلامه هذا قد دل على أنهم كانوا يفعلون ذلك مع رسول الله - عليه السلام - فيما مضى من أحاديث هؤلاء الصحابة - رضي الله عنهم -.




                                                الخدمات العلمية