الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ومن لزم غيره فطرته فأخرج عن نفسه بإذن من لزمته جاز ، وإن كان بلا إذنه زاد في الانتصار : ونيته فوجهان ، بناء على أن من لزمته فطرة غيره هل يكون متحملا عن الغير لكونها طهرة له ؟ أو أصيلا ; لأنه المخاطب بها ؟ فيه وجهان ( م 10 )

                                                                                                          [ ص: 528 ]

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          [ ص: 528 ] ( مسألة 10 ) قوله : ومن لزم غيره فطرته فأخرج عن نفسه بإذن من لزمته جاز وإن كان بلا إذنه زاد في الانتصار : ونيته فوجهان ، بناء على أن من لزمته فطرة غيره هل يكون متحملا عن الغير لكونها طهرة له ؟ أو أصيلا ; لأنه المخاطب بها ؟ فيه وجهان ، انتهى .

                                                                                                          وأطلق الوجهين في المسألة الأولى في الهداية والمذهب والمستوعب والخلاصة والمغني والكافي والمقنع والهادي والتلخيص والشرح ومختصر ابن تميم والحاويين والفائق وإدراك الغاية وغيرهم ، أحدهما يجزئه ، وهو الصحيح ، جزم به في الإفادات والوجيز والمنور ومنتخب الآدمي وغيرهم ، قال في تجريد العناية : أجزأه في الأظهر ، واختاره ابن عبدوس في تذكرته ، وصححه في التصحيح والنظم ، وقدمه في المحرر والرعايتين ، فعلى هذا يكون متحملا لا أصيلا ، قال ابن منجى في شرحه : هذا ظاهر المذهب ، والوجه الثاني : لا يجزئه ، قدمه ابن رزين في شرحه ، فعلى هذا يكون أصيلا لا متحملا . [ ص: 529 ] تنبيه )

                                                                                                          قوله : بناء على أن من لزمته فطرة غيره هل يكون متحملا عن الغير لكونها طهرة له ؟ أو أصيلا ; لأنه المخاطب بها ؟ فيه وجهان ، وكذا قال في التلخيص والمجد في شرحه وابن تميم وابن منجى في شرحه ، وغيرهم ، وهو الصواب ، وذكر ابن حمدان المسألة فقال : إن أخرج عن نفسه جاز ، وقيل : لا ، وقيل : إن قلنا القريب والزوج متحملان جاز ، وإن قلنا هما أصيلان فلا ، انتهى . فظاهره أن المقدم عنده عدم البناء ( قلت ) : وهو ظاهر كلام كثير من الأصحاب ، لعدم بنائهم .




                                                                                                          الخدمات العلمية