الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2919 1669 - (2923) - (1\318 - 319) حدثني عبد الله بن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب امرأة من قومه يقال لها: سودة، وكانت مصبية، كان لها خمسة صبية أو ستة، من بعل لها مات، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يمنعك مني؟ " قالت: والله يا نبي الله، ما يمنعني منك أن لا تكون أحب البرية إلي، ولكني أكرمك أن يضغو هؤلاء الصبية عند رأسك بكرة وعشية. قال: "فهل منعك مني شيء غير ذلك؟ " قالت: لا والله. قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يرحمك الله، إن خير نساء ركبن أعجاز الإبل صالح نساء قريش، أحناه على ولد في صغر، وأرعاه على بعل بذات يد".

التالي السابق


* قوله: "وكانت مصبية": - بضم ميم - أي: ذات صبيان; من أصبت المرأة.

* "صبية": - بكسر الصاد - كغلمة، وقد - تضم - : جمع صبي.

* "أن يضغو": من ضغا - بضاد وغين معجمتين - : إذا صاح.

* "ركبن أعجاز الإبل": أي: خير نساء العرب، فإن ركوب الإبل من صفات نساء العرب.

* "صالح نساء قريش": إفراد "صالح" وتذكيره إما لمراعاة لفظ المبتدأ; أعني: "خير نساء"، أو لتأويله بمن صلح من نساء قريش، وفيه احتراز عن غير المؤمنة.

* "أحناه": من الحنو، وهو الشفقة. [ ص: 113 ]

قال النووي: والحانية على ولدها: التي تقوم عليهم بعد يتمهم، فلا تتزوج، فإن تزوجت، فليست بحانية، وضمير "أحناه " لجنس من ركب الإبل من النساء، فلذلك أفرد، قيل: المعنى: أحناهن، لكنهم يتكلمون به مفردا، ومثله:

* "وأرعاه": من المراعاة.

* "بذات يد": يراد به: المال المصاحب لليد.

قال النووي: فيه فضل الحنو على الأولاد، والشفقة عليهم، وحسن تربيتهم والقيام عليهم إذا كانوا يتامى، ومراعاة حق الزوج في ماله; بحفظه، والأمانة فيه، وحسن تدبيره في النفقة، وغيرها.

* * *




الخدمات العلمية