الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2567 [ ص: 22 ] 1524 - (2572) - (1\284 - 285) عن عبد الله بن عباس، قال: " تضيفت ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي خالتي وهي ليلة إذ لا تصلي، فأخذت كساء فثنته، وألقت عليه نمرقة، ثم رمت عليه بكساء آخر، ثم دخلت فيه، وبسطت لي بساطا إلى جنبها، وتوسدت معها على وسادها، " فجاء النبي صلى الله عليه وسلم، وقد صلى العشاء الآخرة، فأخذ خرقة فتوزر بها، وألقى ثوبه، ودخل معها لحافها، وبات حتى إذا كان من آخر الليل، قام إلى سقاء معلق فحركه، فهممت أن أقوم فأصب عليه، فكرهت أن يرى أني كنت مستيقظا، قال: فتوضأ، ثم أتى الفراش، فأخذ ثوبيه، وألقى الخرقة، ثم أتى المسجد، فقام فيه يصلي، وقمت إلى السقاء، فتوضأت، ثم جئت إلى المسجد فقمت عن يساره، فتناولني فأقامني عن يمينه، فصلى وصليت معه ثلاث عشرة ركعة، ثم قعد، وقعدت إلى جنبه، فوضع مرفقه إلى جنبي، وأصغى بخده إلى خدي، حتى سمعت نفس النائم، فبينا أنا كذلك إذ جاء بلال، فقال: الصلاة يا رسول الله، فسار إلى المسجد، واتبعته، فقام يصلي ركعتي الفجر، وأخذ بلال في الإقامة".

التالي السابق


* قوله: "تضيفت": أي: نزلت عليها ضيفا.

* "وهي ليلة إذ لا تصلي": بإضافة ليلة إلى ظرف بعدها; أي: ليلة وقت عدم الصلاة، وجوز بعضهم أن "إذ" هذه بمعنى "أن" المصدرية كما في قوله تعالى: ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا [آل عمران: 8].

* "فثنته": - بالتخفيف - .

في "القاموس": ثنى; كسعى: رد بعضه على بعض.

* "نمرقة": في "النهاية": - بضم نون وراء، وبكسرهما - : الوسادة. [ ص: 23 ]

وفي "القاموس": مثلثة: الوسادة الصغيرة.

* "فتوزر بها": - بتشديد الزاي - أي: جعلها إزارا له.

* "نفس النائم": - بفتحتين - .

* * *




الخدمات العلمية