الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3710 1983 - (3718) - (1\392) عن عبد الله، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال:: " المرء مع من أحب".

التالي السابق


* قوله: "المرء مع من أحب": هذا الحديث من الأحاديث المشتهرة الصحيحة في المقاصد، قيل: هذا إذا أحبهم، فعمل بمثل عملهم، قال الحسن: لا تغتر يابن آدم بقول من يقول: أنت مع من أحببت; فإنه من أحب قوما تبع آثارهم، واعلم أنك لم تلحق بالأخيار حتى تتبع آثارهم، وحتى تأخذ بهديهم، وتقتدي بسنتهم، وتصبح وتمسي على مناهجهم; حرصا على أن تكون منهم، ومن ثم قال:


تعصي الإله وأنت تظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع لو كان حبك صادقا لأطعته
إن المحب لمن يحب مطيع

[ ص: 300 ]

وسأل رجل من أهل بغداد أبا عثمان الواعظ: متى يكون الرجل صادقا في حب مولاه؟ فقال: إذا خلا من خلافه، قال: فوضع الرجل التراب على رأسه، وصاح، فقال: كيف أدعي حبه ولم أخل طرفة عين من خلافه؟! قال: فبكى أبو عثمان وأهل المجلس، وصار أبو عثمان يقول في بكائه: صادق في حبه، مقصر في حقه.

قال البيهقي: ويشهد لقوله: صادق في حبه، قوله صلى الله عليه وسلم: "المرء مع من أحب": لمن قال له: المرء يحب القوم، ولما يلحق بهم ، ومن ثم قيل للفرزدق: أما آن لك أن تترك القذف؟! قال: والله! لله أحب إلي من عيني التي أبصر بها، أفتراه يعذبني؟! ومنه قوله: وقالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه قل فلم يعذبكم بذنوبكم [المائدة: 18] انتهى.

قلت: وكيف يشترط ذلك مع أنه إذا أتى بهذا الشرط، فهو منهم لا معهم بسبب المحبة، فليتأمل.

* * *




الخدمات العلمية