الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3599 1890 - (3610) - (1\380) عن عبد الله، قال: كنا نمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم، فمر بابن صياد، فقال: "إني قد خبأت لك خبئا" قال ابن صياد: دخ، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اخسأ، فلن تعدو قدرك " فقال عمر: يا رسول الله، دعني أضرب عنقه، قال: " لا، إن يكن الذي تخاف، فلن تستطيع قتله".

التالي السابق


* قوله: "إني خبأت لك": أي: أضمرت لك.

* "خبئا": - بفتح فسكون - : الشيء المضمر المستور، وكانوا يضمرون للكهنة.

* "دخ": - بفتح الدال، وتضم، وتشديد الخاء - : هو الدخان، قيل: لم يقدر على تمام الآية، ولا على تمام لفظة منها، بل أتى بلفظة ناقصة على عادة الكهنة; فإن الآية التي خبأها النبي صلى الله عليه وسلم هي قوله تعالى: يوم تأتي السماء بدخان مبين [الدخان: 10].

قلت: وهذا يقتضي أن المذكور - بضم الدال وتخفيف الخاء - فإنه هو بعض الدخان. [ ص: 242 ]

فإن قلت: كيف اطلع هو أوشيطانه على بعض ذلك؟

قلت: الأظهر أنه جرى ذكره في السماء، فاسترق الشيطان من هنالك كسائر الأمور التي يخبر بها الكهنة.

* "اخسأ": كلمة تستعمل عند طرد الكلب ونحوه; أي: اسكت وابعد صاغرا مطرودا.

* "فلن تعدو قدرك": أي: فلن تتجاوز مرتبتك التي هي مرتبة الكهنة.

* "لا": أي: لا تقتله.

* "إن يكن": "إن" شرطية، والجملة في معنى التعليل.

* * *




الخدمات العلمية