الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4543 [ ص: 486 ] 2306 - (4557) - (2\9) عن سالم، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقتلوا الحيات، وذا الطفيتين والأبتر، فإنهما يلتمسان البصر، ويستسقطان الحبل".

وكان ابن عمر: يقتل كل حية، وجدها فرآه أبو لبابة أو زيد بن الخطاب، وهو يطارد حية فقال: "إنه قد نهي عن ذوات البيوت"
.

التالي السابق


* قوله: "اقتلوا الحيات": قال القرطبي: الأمر فيه للإرشاد، نعم ما كان محقق الضرر، وجب دفعه.

* "وذا الطفيتين": تثنية طفية - بضم مهملة وسكون فاء وبتحتية - والمراد بهما: الخطان الأبيضان.

قال ابن عبد البر: إنه جنس من الحيات يكون على ظهره خطان أبيضان.

* "والأبتر": من الحيات: القصير الذنب، وقيل: هو صنف من الحيات أزرق مقطوع الذنب، لا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها.

* "يلتمسان البصر": أي: يخطفانه ويطلبانه; لخاصية في طباعهما إذا وقع بصرهما على بصر الإنسان، وقيل: يقصدان البصر باللسع.

* "الحبل": - بفتحتين - .

* "أبو لبابة": بضم لام وموحدتين خفيفتين - : صحابي مشهور.

* "يطارد حية": أي: يتبعها ويطلبها.

* "عن ذوات البيوت": قيل: عام في جميع البيوت، وعن مالك تخصيصه ببيوت أهل المدينة الشريفة، وهو المختار، وقيل: يختص ببيوت المدن دون غيرها، وعلى كل حال، فتقتل في البراري من غير إنذار. [ ص: 487 ]

وروى الترمذي عن ابن المبارك: أنها الحية التي تكون كأنها فضة، ولا تلتوي في مشيتها.

* * *




الخدمات العلمية