الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3550 1848 - (3560) - (1\375) عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كنتم ثلاثة فلا يتناجان اثنان دون صاحبهما، فإن ذلك يحزنه".

التالي السابق


* قوله: "إذا كنتم ثلاثة": التقييد به يدل على أنه لا بأس بتناجي اثنين إذا كانوا أكثر من ثلاثة، وهذا هو مقتضى العلة أيضا، وبه قالوا. [ ص: 214 ]

* "فلا يتناجيان": هكذا في النسخ، والصواب: "فلا يتناجى اثنان" على لفظ النفي، أو "فلا يناج" على لفظ النهي كما في مسلم، والمشهور في لفظ مسلم: "فلا يتناجى" على أنه نفي بمعنى النهي.

وأما لفظ الكتاب، فإن أخرج على أنه نفي، والفاعل ضمير التثنية، لذكر اثنين في الثلاثة ضمنا، واثنان بدل للتوضيح، أو الفاعل "اثنان" على لغة: "أكلوني البراغيث" لكان الظاهر: فلا يتناجيان اثنان، بثبوت الياء بعد الجيم، إلا أن يقال: حذفت الياء تخفيفا.

* "يحزنه": من حزن، كنصر، أو أحزن; لأنه ربما يتوهم أن نجواهما فيه، أو لأجل إخراجهما إياه عن الكرامة.

وروي عن أبي عبيدة أنه قال: هذا في السفر، وفي المواضع التي لا يأمن الرجل فيها على نفسه، وأما في الحضر، وبين ظهراني العمارة، فلا بأس به، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية