الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2659 1557 - (2664) - (1\292) عن ابن عباس، قال: تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، وأبو بكر حتى مات، وعمر حتى مات، وعثمان حتى مات، وكان أول من نهى عنها معاوية، قال ابن عباس: فعجبت منه، وقد حدثني أنه قصر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص.

التالي السابق


* قوله: "تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات": أراد بالتمتع: الجمع بين النسكين في أشهر الحج أعم من القرآن، والتمتع المصطلح للفقهاء، ولم يدر أنه تكرر منه التمتع حتى مات، بل المراد: أنه تمتع، ثم بقي عليه، وما نسخه حتى مات; فإنه تمتع في آخر عمره مرة، ولم يدر نسخ بعد ذلك. [ ص: 49 ]

وأما قوله: "وأبو بكر. . . إلخ": فكأن المراد به أنهم كانوا يفتون بجوازه، ولو لبعض، ولا يغلظون في النهي عموما كما جاء عن عمر: أنه مع أنه كان ينهى عنه، قال لصبي: سنة نبيكم، أو نحو ذلك، فكان نهي من نهى منهم لمصلحة، لا لكونه منكرا عنده; بخلاف معاوية; فإنه أغلظ في النهي، ورأى أنه أمر منكر.

* "أنه قصر": أي: على المروة; كما جاء به الرواية، وهو يقتضي أنه يعتقد أنه تمتع صلى الله عليه وسلم، نعم في حديث معاوية نظر; لأنه ثبت أنه ما حل عن إحرامه في حجة الوداع حتى نحر وحل بمنى، فقيل في تأويله: إنه قصر عنه يوم العيد بالمروة; أي: أصلح له شيئا من شعره، وقيل: بل المراد: أنه قصر عنه في عمرة الجعرانة، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية