الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4146 [ ص: 393 ] 2151 - (4157) - (1\437) عن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال - قال عبد الرزاق: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول - : " نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه، فرب مبلغ أحفظ له من سامع".

التالي السابق


* قوله: ""نضر الله": قال الخطابي: دعاء له بالنضارة، وهى النعمة، يقال: نضر - بالتشديد، والتخفيف - وهو أجود.

وفي "النهاية" - يروى بالتشديد والتخفيف: النضارة، وهي في الأصل حسن الوجه والبريق، وأراد حسن قدره ، وقيل: روي مخففا، وأكثر المحدثين يقولونه بالتثقيل، والأول الصواب، والمراد: ألبسه الله النضرة، وهي الحسن وخلوص اللون; أي: جمله وزينه، أو أوصله الله إلى نضرة الجنة; أي: نعيمها ونضارتها، قال ابن عيينة: ما من أحد يطلب الحديث، إلا وفي وجهه نضرة; لهذا الحديث.

وقال القاضي أبو الطيب الطبري: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، فقلت: يا رسول الله! أنت قلت: "نضر الله امرأ" وتلوت عليه الحديث جميعه، ووجهه يتهلل; فقال: لي: "نعم أنا قلته ".

* "مبلغ": - بفتح لام مشددة - : من بلغه الآخر العلم.

* "من سامع": ممن سمع أولا، تنبيه على فائدة التبليغ، وفيه: أنه لا عبرة للتقدم الزماني في العلم، بل قد يكون المتأخر أولى من المتقدم، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية