الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4239 2169 - (4251) - (1\445) عن عبد الله، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنى وهو مسند ظهره إلى قبة حمراء، قال: " ألم ترضوا أن تكونوا ربع أهل الجنة؟ "، قلنا: بلى، قال: "ألم ترضوا أن تكونوا ثلث أهل الجنة؟ "، قالوا: بلى، قال: "والله إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وسأحدثكم عن ذلك، عن قلة المسلمين في الناس يومئذ، ما هم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في الثور الأبيض، ولن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة".

التالي السابق


* قوله: "وسأحدثكم عن ذلك": أي: عن سر قوله ذلك للناس.

* "عن قلة المسلمين": أي: قاله عن قلة المسلمين; أي: لأجلها; تسلية لهم أنهم سيكثرون حتى يبلغوا ربع أهل الجنة، بل ثلثه، بل نصفه.

* "يومئذ": أي: يوم حدثهم بذلك الحديث.

* "ولن يدخل الجنة إلا نفس مسلمة": أي: فكان ذاك مظنة أن الداخلين في [ ص: 402 ] الجنة من هذه الأمة قليلون، فقال ذلك دفعا لهذا الظن، وتسلية لهم، ويحتمل أن المراد: سأحدثكم عن ذلك; أي: عن سبب كثرة دخول هذه الأمة في الجنة.

* وقوله: "عن قلة المسلمين" أي: حصل ذلك عن قلة المسلمين في الناس يومئذ; أي: يوم إذ كانت الأمم السالفة، وهذا الوجه الأخير هو المتبادر من روايات هذا الحديث، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية