الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4368 2212 - (4381) - (1\458 – 459) عن عبد الله بن مسعود، قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، وهو في نفر من أصحابه، إذ قال: "ليقم معي رجل منكم، ولا يقومن معي رجل في قلبه من الغش مثقال ذرة "، قال: فقمت معه، وأخذت إداوة، ولا أحسبها إلا ماء، فخرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا كنا بأعلى مكة رأيت أسودة مجتمعة، قال: فخط لي رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا، ثم قال: "قم هاهنا حتى آتيك "، قال: فقمت، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فرأيتهم يتثورون إليه، قال: فسمر معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلا طويلا، حتى جاءني مع الفجر، فقال لي: "ما زلت قائما يا ابن مسعود؟ "، قال: فقلت: يا رسول الله، أولم تقل لي: "قم حتى آتيك؟ " قال: ثم قال لي: "هل معك من وضوء؟ "، قال: فقلت: نعم، ففتحت الإداوة، فإذا هو نبيذ، قال: فقلت له: يا رسول الله، والله لقد أخذت الإداوة، ولا أحسبها إلا ماء، فإذا هو نبيذ، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تمرة طيبة، وماء طهور "، قال: ثم توضأ منها، فلما قام يصلي أدركه شخصان منهم، قالا له: يا رسول الله، إنا نحب أن تؤمنا في صلاتنا، قال: فصفهما رسول الله صلى الله عليه وسلم [ ص: 430 ] خلفه، ثم صلى بنا، فلما انصرف، قلت له: من هؤلاء يا رسول الله؟ قال: "هؤلاء جن نصيبين، جاءوا يختصمون إلي في أمور كانت بينهم، وقد سألوني الزاد، فزودتهم "، قال: فقلت له: وهل عندك يا رسول الله من شيء تزودهم إياه؟ قال: فقال: "قد زودتهم الرجعة، وما وجدوا من روث وجدوه شعيرا، وما وجدوه من عظم وجدوه كاسيا "، قال: وعند ذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أن يستطاب بالروث، والعظم.

التالي السابق


* قوله: "من الغش": هو - بالكسر - : خلاف النصح.

* "يتثورون إليه": أي: يقومون إليه.

* "وضوء": - بفتح الواو - .

وفي "المجمع": فيه أبو زيد، وهو مجهول، قيل: ولم يتابع عليه، وفيه نظر، نعم غالب الطرق التي جاء منها ضعيفة.

* * *




الخدمات العلمية