الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4531 2301 - (4545) - (2\8) عن سالم، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الذي تفوته صلاة العصر، فكأنما وتر أهله، وماله".

التالي السابق


* قوله: "الذي تفوته صلاة العصر": أي: بغروب الشمس، وقيل: بفوت الوقت المختار، ومجيء وقت الاصفرار، وقيل: بفوت الجماعة والإمام.

* "وتر أهله وماله": على بناء المفعول ونصب الأهل والمال، أو رفعهما ، قيل: النصب هو المشهور، وعليه الجمهور، فالنصب على أن فيه ضميرا لمن فاته، فيرد النقص إليه، والرفع على أن الأهل والمال هو نائب الفاعل، فيرد النقص إليهما، فعلى الأول من نقصه المال، وعلى الثاني من نقص [ ص: 484 ] ماله، والمقصود: أنه ليحذر من تفويتها كحذره من ذهاب أهله وماله.

وقال الداودي: أي: يجب عليه من الأسف والاسترجاع مثل الذي يجب على من وتر أهله وماله، انتهى.

قلت: من وتر أهله وماله لا يجب عليه شيء من الأسف أصلا، فتأمل.

والوجه أن المراد: أنه حصل له من النقصان في الأجر في الآخرة ما لو وزن بنقص الدنيا، لما وازنه إلا نقصان من نقص أهله وماله، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية