الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4448 2237 - (4462) - (2\3) عن عبد الله بن عبيد بن عمير، أنه سمع أباه يقول لابن عمر ما لي لا أراك تستلم إلا هذين الركنين الحجر الأسود، والركن اليماني، فقال ابن عمر: إن أفعل فقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن استلامهما يحط الخطايا " قال: وسمعته يقول: "من طاف أسبوعا يحصيه، وصلى ركعتين كان له كعدل رقبة " قال: وسمعته يقول: "ما رفع رجل قدما، ولا وضعها إلا كتبت له عشر حسنات، وحط عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات".

التالي السابق


* قوله: "إن أفعل فقد سمعت": - "إن" شرطية جازمة، وجوابها مقدر، وجملة "فقد سمعت" تعليل أقيم مقام ذلك المقدر; أي: إن أفعل فهو في محله; لاستناده إلى أصل أصيل.

ثم دلالة الحديث على المطلوب باعتبار أنه صلى الله عليه وسلم خص الركنين بالفضل دون غيرهما، فلا ينبغي التجاوز إلى غيرهما إلا بدليل، ولا دليل، وأما قوله:

* "وسمعته يقول: من طاف. . . إلخ": فغير داخل في الجواب، بل هو لزيادة الإفادة.

* "من طاف أسبوعا": - هكذا بالألف - في أصلنا، وفي كثير من النسخ: [ ص: 449 ] "سبوعا" - بلا ألف - وفي "النهاية": من طاف أسبوعا; أي: سبع مرات، ومنه الأسبوع للأيام السبعة، ويقال له: سبوع - بلا ألف - لغة فيه قليلة.

* "يحصيه": من الإحصاء; أي: يستوفيه ويتمه.

* "كان": أي: ذلك الطواف، ويمكن أن يكون "كان" خاليا عن الضمير واسمه.

* "كعدل رقبة" - على أن الكاف اسم بمعنى المثل; أي: كان له من الثواب مثل عدل رقبة، والعدل - بفتح العين وكسرها لغتان - وقد فرق بينهما، والمراد: ما يساوي إعتاق رقبة، وقد جاء في إعتاق الرقبة أن جزاءه العتق من النار، وهو يتوقف على مغفرة الذنوب كلها صغيرها وكبيرها، بل سابقها ولاحقها، والله تعالى أعلم.

* "ما رفع رجل قدما": أي: في الطواف كما هو الظاهر، أو في سبيل الله; لأنه حديث آخر كما يدل عليه قوله: "وسمعته يقول" والجمع بينه وبين السابق إنما وقع في كلام ابن عمر، نعم الظاهر أنه ما جمع إلا لأنه علم أن المراد بيان حال الطواف، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية