الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
2664 1559 - (2669) - (1\293) عن عبد الله بن عباس: أنه حدثه: أنه ركب خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام! إني معلمك كلمات: [ ص: 50 ] احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام، وجفت الصحف".

التالي السابق


* قوله: "يا غلام": يطلق على الصغير، وكان - رضي الله تعالى عنه - يومئذ صغيرا.

* "معلمك": تمهيد للتعليم; لزيادة الاهتمام به.

* "احفظ الله": أي: أمره بامتثال الأوامر، واجتناب الزواجر.

* "يحفظك": - بالجزم - على أنه جواب الأمر; أي: يحرسك من مكان الدنيا ومشاق العقبى، والجملة الثانية تكرار للتأكيد.

* "تجده": أي: في حاجاتك ومهماتك.

* "تجاهك": - بضم التاء - أي: عندك بالنصر والعون، قال تعالى: من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة [النحل: 97]، وإنما يحصل البلاء والمصائب للعبد بسبب تضييع أوامر الله تعالى، قال الله تعالى: وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم [الشورى: 30]، كذا ذكره النووي في "شرح الأربعين " له، ويمكن أن يحمل الحديث على معنى: فاذكروني أذكركم [البقرة: 152].

* "وإذا سألت": أي: أردت سؤال شيء، وكذا " استعنت".

* "على أن ينفعوك": أي: ظاهرا وتسببا، لا حقيقة وإيجادا; فإنه لا يمكن منهم، لا بالمكتوب ولا بغيره.

* "قد كتبه الله لك": أي: على أيديهم أو بواسطتهم.

* "رفعت": بالبناء للمفعول. [ ص: 51 ]

* "جفت": - بتشديد الفاء على بناء الفاعل - ، والمراد: الفراغ من أمر التقدير، وأن الأمر لا يزيد ولا ينقص، نعم يمحو الله ما يشاء ويثبت، فالالتجاء إليه لا إلى غيره.

* * *




الخدمات العلمية