الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3271 1783 - (3281) - (1\351) أخبرني من سمع ابن عباس يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدين النصيحة "، قالوا: لمن؟ قال: "لله، ولرسوله، ولأئمة المؤمنين".

[ ص: 173 ]

التالي السابق


[ ص: 173 ] * قوله: " الدين النصيحة": هي إرادة الخير للمنصوح، لا بمعنى النافع، وإلا لا يستقيم بالنسبة إلى الله تعالى، بل بمعنى ما يليق ويحسن من الطرفين له; فإن كل صفة إذا قسناها بالنسبة إلى أي أحد، فإما أن يكون اللائق والأولى بحاله إرادة إيجابها له أو سلبها عنه ، فإرادة ذلك الطرف اللائق له هي النصيحة في حقه، وخلافه هو الغش والخيانة، واللائق به تعالى أن يحمد على كماله وجلاله وجماله، ويثبت له من الصفات والأفعال ما يكون صفات كمال ودلائل جلال، وأن ينزه عن النقائص وما لا يليق بجنابه العالي تعالى شأنه، فأراد الحمد والثناء، وكل ما يليق بجنابه في حقه تعالى من نفسه، ومن غيره هي النصيحة في حقه تعالى، وقس على هذا.

ويمكن أن يقال: النصيحة: الخلوص عن الغش، ومنه التوبة النصوح، فالنصيحة لله أن يكون عبدا خالصا له في عبوديته عملا واعتقادا، وعلى هذا القياس، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية