الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
3779 2023 - (3789) - (1\399) عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل النار من كان في قلبه مثقال حبة من إيمان، ولا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال حبة من كبر ". فقال رجل: يا رسول الله، إني ليعجبني أن يكون ثوبي غسيلا، ورأسي دهينا، وشراك نعلي جديدا، وذكر أشياء ، حتى ذكر علاقة سوطه، أفمن الكبر ذاك يا رسول الله؟ قال: "لا، ذاك الجمال، إن الله جميل يحب الجمال، ولكن الكبر من سفه الحق، وازدرى الناس".

التالي السابق


* قوله: "لا يدخل النار": أي: لا يخلد فيها. [ ص: 323 ]

* "من كبر": - بكسر الكاف وسكون الباء - ظاهره يوافق ظاهر قوله تعالى: تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض [القصص: 83] الآية، ولعل المراد: لا يدخل الجنة أولا; بمعنى أنه يستحق ذلك.

وقيل: المراد بالكبر: الترفع عن قبول الحق الذي هو الإيمان، فيكون كفرا، فلذلك قوبل بالإيمان، أو المراد: أن من يدخل الجنة يخرج من قلبه الكبر حينئذ; كقوله تعالى: ونزعنا ما في صدورهم من غل [الأعراف: 43] ويحتمل أنه مبالغة في التبشير على الإيمان، والتشديد على الكبر.

* "إن الله جميل": قيل: معناه: أن أمره تعالى كله حسن جميل، فله الأسماء الحسنى، وصفات الجمال والكمال، وقيل: أي: مجمل، وقيل: جليل، وقيل: بمعنى: ذو النور; أي: مالكه، وقيل: جميل الأفعال، فيثيب بالجزيل على القليل.

وقد ورد هذا الاسم في هذا الحديث وحديث آخر، لكنهما من أحاديث الآحاد، فمن يثبت التسمية بها يجوز إطلاقه عليه تعالى، وهو المختار، ومن لا، يمنعه، والله تعالى أعلم.

* * *




الخدمات العلمية